قالتها(عزيزة) عمة (سوسن) ورئيسة الوفد الذى جاء لخطوبة (زهير).. شال الجميع (الفاتحة) متمنين أن يبارك الله فى الزوجين القادمين.. هب الجميع واقفين يودعون بعضهم البعض خرجوا إلى الشارع حيث كانت تقف عربة (سوسن) والتى انطلقت بينما دخل الجميع (ينظمون) الصالون ويعيدون البيت كما كان عليه.
دخل (زهير) إلى غرفته خائفاً متحاشياً أن (تستجوبه) عوضية وما أن دخل إلى الغرفة حتى اتصل به صديق عمره (هانئ) على الموبايل:
- أها كيف؟
- والله ما تقول ليا... (الحكاية) ما مشت عليهم... إتخيل يا (هانئ) الناس دى كلها مفتكرانا ما بنعرف بعض..
- أنا ما عااارفك شديد ولضيض وح تعمل للموضوع (إخراج) كويس
- (بعد صمت): والله بس خائف..
- أها تاني خايف من شنو؟؟
- خائف (عوضية) دي (تزرزرني)
- (تزرزرك) شنو يا (زهير).. أنا (أبوي) قال ليا هى ذاتا جاية تخطب (صديق) أخوى بعد يومين تلاتة... والله قالوا ليكا كل يوم ماشا ليهو فى المكتب واليوم كلو ماسكين (الموبايل) يتونسو.
فترة الخطوبة:
وبدأت فترة الخطوبة.. وكانت أول زيارة (معلنة) لـ(سوسن) حيث قام (زهير) بترتيب (الصالون) وتجهيز البارد والشاى والجاتوه.. جاءت (سوسن) وهى تحمل فى يدها (كيسين) أحدهما صغير وأنيق اتضح فيما بعد ان به موبايل (الشيطان) جديد كرت مع (شريحة)، بينما كان الآخر به (علبة ماكنتوش).. قامت والدة (زهير) باستقبال (سوسن) فى صالون المنزل ووجدتها فرصة للانفراد بها والدردشة معها فى محاولة (لتقييمها) ومعرفة ميولها وطباعها، ثم بعد أن وجهت لها ما عنّ لها من أسئلة وتحدثت معها فى كل ما خطر لها من مواضيع:
- كدى الأنادي ليكي (زهير)
دخلت (والدة زهير) لمناداته ولم تنس أن تنادى على (ريم) شقيقة (زهير) الصغرى وتهمس فى اذنها:
- تمشى يا ريم تقعدى معاهم فى الصالون ما تفارقيهم شبر... فهمتي؟؟
بوجود (المراقب الدائم) ريم تقلصت زيارات (سوسن) إلى المنزل وتم استبدالها بكافتيريا الجامعة التى شهدت بداية العلاقة يوم أن جاءت (سوسن) لزيارة صديقتها (نوال) التى تعمل (أمينة مكتبة) الكلية التى يدرس بها (زهير) ووجدته يتصفح كتاباً داخل (المكتبة) فأعجبها مظهره ووسامته وقررت فى قرارة نفسها أن تتقدم (لطلب يده) بعد أن تتعرف عليه جيدا وقد كان.
لم يكن إهداء (سوسن) لزهير (موبايل بكاميرا مع شريحته) فى زيارتها تلك أمراً جزافياً فها هو (زهير) منذ أن يعود من الجامعة وهو يضع (سماعة الموبايل) على أذنيه وهاك يا (كلام دقاق) لا يكاد الواقف بجانبه يسمعه.. كل الليل وحتى الساعات الأولى للصباح و(زهير) يتأبط (الوسادة) فى غرفته المغلقة ويغرق فى حديث (ناعم معسول) تتخلله بعض الضحكات وقليل من (الآهات) وشوية (صور)!! وقد كانت (سوسن) كلما انتهى (رصيد زهير) تقوم بعملية (تحويل رصيد) له حتى لا ينقطع هذا (الخط الساخن) الجميل..
سد المال كم؟
وقف (زهير) أمام والدته فى (الصالة) بعد أن فرغت من مشاهدة (المسلسل) ثم قال لها وهو ينظر إلى الأرض فى استحياء:
- يا أمى الجماعة ديل جايين يوم الخميس البعد الجاى جايبين الشيلة وسد المال.
- أهلا بيهم ومرحب – ثم وهى تخفض صوتها- أها (سوسن) ما قالت ليك ح تسد مالك كم؟
- والله يمه ما عارف لكن..
- لكن شنو؟؟ قالت ليكا وما عاوز توريني؟؟
- لا يعني إنتى عارفة (سوسن) دى موظفة وقدر حالها وخريجة جديدة و..
- وشنو؟؟ عاوز تعمل ليا (محامى)؟؟
- لا يعنى بس يعني..
- أها (المهر) ده خليناهو ح تجيب ليك الشيلة كم كم؟؟
- والله يمه الشئ الأنا عارفو إنو الشيلة دى رسلتها ليها واحدة صاحبتا من (الإمارات)
- (تنهره): أنا يا ولد ما سألتك جابوها من وين؟ أنا سألتك هى كم كم..
- (وهو يتلعثم): ستة... ستة
- (فى تهكم وازدراء): قلت كم كم..؟؟ ستة.. ستة؟؟ والله ياهو ده الفضل أنا (ولدى) يجيبو ليهو ستة ستة.
- ومالم الستة ستة يا أمى؟؟
- (وهى تشير بيدها): (عمار) ود جيرانكم ديل ما بتعرفو؟؟ البت العرستو دى الشغالة ليها فى (محل اتصالات) دى جابت ليهو إطناشر إطناشر..
- لكن يا أمى احتمال شالت ليها (سلفية)؟؟
- تشيل ليها سلفية أصلها شغالة فى (البنك الزراعى) ما بتاعت اتصالات.
- (يتصنع الحردان): شوفى يا أمى كل زول ومقدرتو و(سوسن) الح تعملو ده مقدرتا يا تقبلو بيهو كده يا أنا ذاتى عرس ما دايرو.
- (تجر واطي): أنا بس يا ولدى قصدى إنها تقيمك وتفتح وشنا قدام الناس..
الشيله وسد المال:
كان يوما مشهودا فى منزل (سوسن) حيث جلس (إخوانها) يقومون بتزويق (الأوراق النقدية) فى اشكال (حلزونية) وأخرى (دائرية) ويربطونها مستخدمين أنواعاً من أشرطة (الهدايا) الذهبية، بينما انهمك (أولاد عمها وعماتها) وأولاد (خالها وخالاتها) فى مساعدة (الطباخين) وملء (قيزان) الأكل بينما كان (الرجال) فى الصالون (يتعازمون) فى أيهم سوف يذهب مع (الشيلة) وكل واحد فيهم عاوز يعمل فيها تقيل خوفا من أن يقال إنه قد ذهب مع الشيلة من أجل (فتيل الريحة) أو (العمة) أو (الشال) الذى جرى العرف أن يقدم فى مثل هذه المناسبة لمن يحضرون مع (الشيلة)!!.
تحركت حافلة (مستفة) من (الرجال) أقرباء وجيران (أسرة سوسن) نحو منزل (زهير) الذى بدا فى أبهى حله بعد أن تم (ضربو جير) من الخارج.. ما أن توقفت الحافلة والبوكس الهايلوكس الذى كان يحمل (الصفائح والكراتين والجوالات وقيزان الأكل) حتى انطلقت الزغاريد من منزل (زهير) حيث وقف (أعمامه وأخواله) فى مقدمة المستقبلين.
بعد أن تم إنزال (الشيلة) و(حاجات الأكل) وتقديم (وجبة الفطور) لأهل (العروس) غادروا بعد أن أكدت (عزيزة) عمة (سوسن) لوالدة (زهير) بأن (العرس) ح يكون بعد (شهرين).. وما أن غادرت (الحافلة) حتى هجم (أصدقاء) وأقارب وإخوان (زهير) على (الشيلة) يتفرجون على محتوياتها..
- والله (عروسك) دى ذوقا رهييييب.. بالله شوف (البنطلون) ده... وإلا أقول ليك شوف (القميص) ده
- والله شيلة ما حصلت ستة ستة لكن تجنن..
- شوف بالله حتى (الشرابات) طقم وستة ستة.
- شرابات شنو؟ كدى شوفو (الكرفتات) دي راقية وجميله كيف..
المعسكر:
تم تسليم إدارة الجامعه خطاب (تجميد) للطالب (زهير محمد علي) نسبة لزواجه المزمع إقامته بعد (شهرين) ومن ثم تم إخضاع (زهير) لنظام تغذية يتبع فى مثل هذه الحالات يعتمد على (النشويات) من (موص) و(مديدة حلبة) حتى (يفرهد) شويه مع التوجيه (الصارم) بعدم الخروج من (المنزل) إلا للخياط الذى سوف يقوم (بخياطة) بدلة (الزفاف).. وقد وجدت (سوسن) و(زهير) فى الأخيرة هذه (فرصة) للتلاقى وكسر أبواب هذا (المعسكر) القاسى
- ماشين وين؟
- ماشين الترزي عشان بدلة الزفاف
- جايين من وين؟
- جايين من الترزى عشان بدلة الزفاف..
وتم الزواج:
تمت مراسم (العقد) والزواج وبدأ زهير (فى شريط الفيديو) وقد ضاقت عليه (بدلة الزفاف) بعد أن اسرف فى تناول (الموص) و(مديدة الحلبة) فى ذلك (المعسكر المقفول).. بعد الحفل مباشرة اتجه الركب إلى المطار حيث قامت (سوسن) بالحجز على أحد خطوط الطيران السياحية لقضاء شهر العسل، وقد كان فى وداع (زهير) إضافة إلى افراد اسرته أصدقاؤه المقربون وعلى رأسهم (هانئ) الذى كان برفقة (زهير) يودعه حتى عبر (كاونتر الجوازات) ودخل إلى منطقة المسافرين وهو يوصيه قائلاً:
- ما تنسى ذى ما قلت ليك خليك (تقيل)..
مبرووك:
عاد (زهير) و(سوسن) بعد أن قاما بقضاء شهر عسل (إنما أيه) نزلت سوسن إلى (شغلها) بينما جلس (زهير) بالمنزل يشاهد فى القنوات الفضائية ويستقبل فى مكالمات (سوسن) التى لا تنتهى والتى تجريها معه من مكان العمل.. سئم (زهير) من الجلوس وحيدا فى انتظار عودة (سوسن) لا سيما وأنه لم (يهضم) جيران وأقرباء سوسن..
- شوفى يا سوسن والله أنا (مليت) هنا وقاعد براى ذى الشيطان لحدت إنتي ما تجي من الشغل..
- ما تعمل ليكا علاقات مع ناس الحلة ديل.
- والله ناس حلتكم دى (فارغين) ساكت وما نزلوا ليا من (حلقى) جنهم (قطيعة) ولخبطة وونستهم كلها كورة وسياسة!!
- وعاوزنى أعمل ليك شنو يعنى؟؟
- عاوزك الصباح وإنتى ماشة الشغل تودينى (ناس أبوى) وإنتى راجعه تغشينى تجيبينى
- ما مشكلة يا (حبيبى) من بكرة نعمل كده.
استمر الحال (قريب سنة).. (سوسن) ماشة الشغل توصل (زهير) ناس ابوهو.. (سوسن) جاية من الشغل تغشى (زهير) تجيبو.. إلى أن جاء يوم قامت فيه (سوسن) كالعاده بتوصيل (زهير) إلى بيت ناس أبوهو، لكنها بعد أن ذهبت بدا الإعياء على (زهير) والذى تمثل فى (استفراغ) وطمام لاحظه والده الذى خاطبه قائلاً:
- لازم نمشى نحلل ليك..
- (وهو يحاول الاستفراغ): لا حاجة بسيطة
- قلت ليك لازم نمشى نحلل ليك قوم البس هدومك دي..
قام (فنى المعمل) باستلام (العينات) من والد (زهير) وطلب منهم الانتظار قليلا ريثما يتم (التحليل) ثم بعد حوالى ربع الساعة أطل (فنى المعمل) على نافذة تسليم (نتيجة التحاليل) وهو متهلل الوجه مخاطباً والد (زهير):
- مبروك يا حاج... النتيجة Positive.
|