حادثة مؤلمة تفطرت لها قلوب سكان امبدة وكل من عاشر الطالبة ناهد ابراهيم الهادي الشقيقة الكبرى لاخوتها نادر ونادية والهادي حيث كانت تمني النفس باحراز مركز متقدم في امتحانات مرحلة الاساس وظلت طوال ايام الامتحانات تتحدث عن المستقبل المنتظر حتى تتمكن من مساعدة اخواتها والعمل على اسعادهم الا ان القدر كان يخبئ لافراد الاسرة امر جلل حيث لم تقدر ناهد عاقبة التصرف الذي اقدمت عليه وذلك بحكم سنها حيث لم تكمل الخمسة عشر ربيعا ولم تكتسب خبرات الحياة لتقدم على تناول صبغة شعر لتنهي به حياتها في مشهد لا يصدق وكل ذلك بعدم ادراكها النجاح وكان من الممكن ان تعيد الكرة مرات ومرات ولكنها الاقدار التي لا ترحم وداخل منزل العزاء الذي اكتظ بالنساء النائحات على فقد الطالبة والرجال المصدومين مما حدث التقينا بافراد اسرتها والد الطالبة ابراهيم الهادي حيث كانت علامات الالم بادية على محياه وكان يردد لا حول ولا قوة الا بالله فلو رسبت ابنته المهذبة ناهد عشرات المرات كان افضل له من هذه النهاية المحزنة كما التقت الدار باعمامها الهادي حميدة ابراهيم وعامر حميده العوض وجارهم الشاعر المعروف محمد شغلة وتحدث للدار عمها قائلا الطالبة ناهد تعتبر بمثابة واحدة من بناتي وكانت نوارة المنزل ولم نكن نتوقع ان تكون نهايتها بهذه الطريقة المحزنة فكانت قبل الامتحانات تذاكر مع شقيقتها رسوة وبعد ادائهم للامتحانات وظهور نتائج ذهبتا سويا الى المدرسة لمعرفة النتيجة وجاءت نتيجة رسوو باحرازها 186 درجة اما ناهد فعند علمها باحرازها 136 درجة زين لها عقلها بان تنهي حياتها وذلك لعدم اكتسابها للخبرة والدراية بحكم سنها الصغيرة وعند حضور ابنتي رسوة واخطاري بنجاحها واحرازها 186 درجة طلبت من الابناء احضار الحلوى والبلح وقلت لهم انتظروا حتى تحضر اختكم ناهد ونعرف نتيجتها وبالفعل حضرت ناهد بعد قليل والاعياء ظاهرا على ملامحها ونبهني الابناء للسواد الظاهر على الطرحة التي كانت ترتديها اثناء ذهابها لمعرفة النتيجة وبالفعل قد تفحصت الطرحة ووجدت بها السواد وسألتها ان كانت تناولت صبغة الشعر واكدت فعلتها وبعد ذلك قمت بفتح فمها ووجدت السواد ظاهرا على لسانها وقمت باحضار فرشاه وعمل سواك لها وبالفعل استفرغت سوادا جعلها ترتاح قليلا وظلت طوال الليل مهمومة بما حدث وقمت بادخال الطمانينة الى نفسها حتى اغسل احزانها وفي الصباح بدات في كامل صحتها وبعد الاطمئنان عليها قمت بالذهاب الى عملي وانا مطمئن تركتها جالسة تتابع برامج التلفزيون ولكنها اختفت فجأة من الغرفة وظننا بانها ذهبت الى الحمام وقمنا بالبحث عنها وهرول احد افراد الاسرة خلفها لاعادتها الى المنزل وقلت لهم اذهبوا الى تلك المراة التي تبيع صبغة الشعر واسألوها ان كانت قد حضرت اليها وبالفعل اكدت المراة حضورها اليها بعد ان قامت باخذ مبلغ الف جنيه من نقود كانت موضوعة اعلى التلفزيون لتعود للمرة الثانية ولكن هذه المرة كان الاعياء تملكها تماما وفي محاولة يائسة قمنا بحملها الى حوادث ام درمان لانقاذها وبذل الاطباء جهودا كبيرة ولكن باءت كل المحاولات بالفشل لتسلم الروح الى بارئها وعلى وجهها ابتسامة الطفولة لتبدأ مرحلة الاجراءات القانونية ما بين قسم 18 وقسم سوق ليبيا ليتم تسليم الجثمان بدون تشريح بعد موافقة النيابة لينطلق الخبر الاليم بوفاة الطالبة ناهد التي شهد لها الجيران بطيب المعشر وكانت تشاهد وهي تقوم بكنس الشارع كاملا وبعد ذلك لا تغادر المنزل مطلقا واكد ذووها بان ذكراها العطرة وسيرتها الطيبة سوف تظل بينهم ابد الدهر لها الرحمة والمغفرة ولاسرتها وسكان الحي خالص العزاء وانا لله وانا اليه راجعون .
نقلا عن صحيفة الدار :